لماذا تحس بالتشتت؟ كيف تتخلص من التشتت و ترفع انتاجيتك؟

إذا كنت مهتم بهذا المقال فممكن ان حياتك تشبه لواحدة من هذه الصور تأتي لقراءة كتاب فتجد نفسك أنك دخلت على الانستغرام او مواقع التواصل الاجتماعي وتبقى فيها لساعات تدخل لمشاهدة فيديو على اليوتيوب وقبل ان تنهيه تذهب لفيديو اخر… تختار تخصص في الجامعة ولا يعجبك ثم تغير لتخصص اخر كذلك لا يعجبك وتختار ايضا تخصص اخر… هذا هو التشتت اصدقائي فما هو بالضبط التشتت؟ لماذا هو موجود في حياتنا؟ هل كل الناس يمرون بالتشتت؟ او انت فقط تمر عليك هذه الحالة؟ كيف يمكن ان يكون عائق للتطور ونجاحك في هذه الحياة ماهي اسبابه؟ و كيف يمكننا ان نتخلص من التشتت و نحل هذا المشكل؟

الان تخيلوا معي لما تستيقظ في الصباح و تريد ان تلبس ملابسك تفتح خزانتك و تجد العديد و العديد من الملابس عندك انواع و اشكال و الوان مختلفة اكيد هذا الشيء سيأخذ منك وقت لتختار ما هو اللباس المناسب ممكن حتى انك تقوم بتجريب لباس او اثنين و ثلاثة ثم في الاخير تقرر و تختار لباس مناسب الان تخيلوا معي تفتح خزانتك و تجد شيء واحد تجد قميص واحد و سروال واحد سوف تلبسه فأكيد في هذه الحالة لن تأخذ وقت ولا مجهود ولا طاقة لكي تختار فلك اصلا اختيار واحد و لا تملك اختيارات اخرى هذا اصدقائي مثال مبالغ فيه نوعا ما على التشتت ولكن يوضح لنا الصورة و يشرح لنا ما هو التشتت في حياتنا و سببه الاول وهو كثرة الاختيارات في الاول نجد انه شيء جيد اننا نملك الكثير من الاختيارات مثلا لما نذهب لمطعم و يضع لك بوفيه انت تفرح انك بهذا السعر تستطيع ان تأكل ما تريد و لكن انت ستأكل شيء محدد جدا لأنك لن تستطيع ان تأكل كل ما في المطعم فكرة انه لديك العديد من الاختيارات يثيرك لذاك الشيء و تتحمس لها رغم انه في الحقيقة و لو نذهب لأصل الموضوع هذا الشيء سلبي كثيرا.

لما كنت اعمل في شركة كان المدير يخبرني بأن كل زبون يطلب منك اي منتج في المجال الذي كنا نعمل فيه فأخبريه بأنه متوفر نعم ثم اذهبي و ابحثي عنه و وفريه له حتى لو كان ذلك المنتج ليس متوفر عندنا في الحقيقة ولكن لا يجب ان نقول لا ابدا للزبون و دائما نعمل اي شيء هو يطلبه انا في داخلي لم تكن تعجبني هذه الفكرة و رأيت انها ليست صحية جدا لان هذا الشيء شتتني فبدلا من ان اركز في منتج معين و نحاول اننا نطور فيه و نتخصص فيه اصبحنا نريد ان نعمل اي شيء و الذي يأتي امامنا نقبل به في رأيكم هل هذه الفكرة صحية ام لا ؟ هل إذا كنت تستطيع ان تعمل كل شيء هذا جيد او لا؟

بالنسبة لي لا هذا الشيء يشتتك ولا يمكنك ان تتخصص وتطور منتجك ففيما لو أنك تطور من منتجك وتبدع فيه وتتخصص فيه وتصبح احترافي فيه ستجد نفسك متشتت بين عدة منتجات وبين الكثير من الاشياء التي ليست اصلا في تخصصك وستأخذ منك الكثير من الوقت والجهد وستتشتت عن هدفك وهو الوصول لنقطة معينة في مشروعك التجاري ما هو الحل في هذه الحالة؟ هو الفئة المستهدفة. ان تكون عندك فئة مستهدفة واحدة تركز عليها في عملك الخاص وانا في العديد من الفيديوهات السابقة تكلمت عن الفئة المستهدفة واهميتها كيف أنك تعمل على فئة واحدة ولا تذهب للعمل بين العديد من الفئات فتكون متشتت ولا تقدم منتجك بالجودة اللازمة التي تريد ان تقدمها بين قوسين عندي نقطة مهمة في بداية مشوارك المهني انا لست ضد فكرة أنك تجرب العديد من الاشياء اذا كنت في التجارة تعمل بالعديد من المنتجات ثم ترى ما هو المنتج الاقرب لك و ما هو المنتج المناسب لك. 

حتى ولو كنت في مجال اخر فممكن ان تجرب العديد من الاشياء لكي تستقر في شيء واحد و لكن لا تترك هذه الفترة تطول كثيرا سنة او سنتين جرب لأنك اصلا في البدايات ستجرب العديد من الاشياء، تعمل في شركة ثم تغير تذهب لأخرى و بعد هذا الافضل انك تتخصص لكي تقلل من التشتت في حياتك.

صراحة من اكبر المشتتات التي نعيشها في عصرنا اليوم هي مواقع التواصل الاجتماعي تكنولوجيا رهيبة و لكن عندها جانب مظلم كبير و هو التشتت الكبير الذي تسببه لنا اكيد هو في صالح هذه الشركات هذا التشتت و لكن انت كمستهلك او انت كشخص عادي هذا الشيء ليس في صالحك
 
فخوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي مصمم بطريقة لتترك دائما انتباهك داخل هذه المواقع فتجد نفسك تتنقل بين منشور الى اخر و لا تشب و تبقى دائما مستهلك من الدرجة الاولى كلنا رأينا تطبيق تيك توك و كيف تم تصميمه تيك توك حقيقة مصمم بطريقة رهيبة ليتركك دائما مشتت الانتباه دائما يتركك تشاهد فيديوهات قصيرة 30 ثانية و تبقى هكذا فيديو وراء فيديو فتخيل كمية المعلومات التي يستقبلها عقلك من التيك توك فقط واحدة وراء اخرى و يصبح مثل الادمان انت تقول ادخل فقط 5 دقائق ثم تجد نفسك انك جلست لساعة و ساعتين فهذا النوع من التشتت المطبق علينا من مواقع التواصل الاجتماعي.

 

كذلك اصدقائي يوجد شيء مهم لما تكون هناك قضايا رأي عام او مشكلة حدثت في بلدك فتجد العديد من الصفحات يتكلمون في ذلك الموضوع و الناس تدخل و تترك تعليقات و حلقة كبيرة لا تنتهي فانت كمستخدم تدخل و تستهلك هذا المحتوى و تبقى تقرأ في التعليقات واحد وراء الاخر التي كتبها اي شخص فمن هب و دب يمكنه كتابة تلك التعليقات و اغلبها تكون سلبية تؤثر على نفسيتك و تترك دائما متشتت اذا كنت ذاهب للعمل يصبح مزاجك سيء و تتشتت و لا تقوم باي انتاجية في ذلك اليوم فالأفضل اصدقائي ان لا نقرأ الكثير من التعليقات لما تكون مشكلة ما فأصلا لا تفيدك تقرأ تعليق لناس مجهولين لا تعرفهم حتى من الممكن انهم مدفوعين الاجر لكتابة تلك التعليقات فنحاول اصلا ان لا ندخل في هذا المشكل و نتجنبها لكي نقلل من التشتت في حياتنا.

 

ما هو حل التشتت؟

الكثير من علماء النفس و علماء الاجتماع تكلموا عن هذا الموضوع لأنه موضوع العصر كل الناس تعاني من هذه المشكلة اما في فترات كبيرة من حياتهم او فترات قصيرة من حياتهم مر عليهم التشتت فاليوم اقدم لكم اربعة اشياء ممكن ان نقوم بها مع بعض لنقلل من التشتت في حياتنا اول شيء هو الوعي بنفسك ان تكون واعي بالأشياء التي تحدث حولك واعي باللعبة التي نحن فيها لعبة مواقع التواصل الاجتماعي و كيف تؤثر على حياتنا ان تكون واعي اننا جميعا في هذه اللعبة و لا نستطيع الخروج منها ليس اننا لا نستطيع لكنه من الصعب جدا للخروج منها فنحن مقيدين بهذه المواقع و مقيدين بهذه التكنولوجيا فقط لما يكون لديك الوعي بهذه الاشياء تصبح منتبه للعديد من الاشياء لما ترى او تسمع شيء في مواقع التواصل الاجتماعي سيكون لديك الوعي الكافي لغربلة و تصفية المعلومات و تختار الاشياء التي انت تريد سماعها ومشاهدتها و الاشياء التي لا تهمك لا تسمع لها فالوعي بظروف العصر ان نعرف متطلبات عصرنا فكل عصر مختلف عن الاخر.


عصرنا هو عصر التكنولوجيا و عصر التشتت فصعب ان نخرج منها كليا و لكن نحاول ان نتحكم فيها بدل ان تتحكم فينا و نحاول نحد و نقلل من تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على حياتا و التكنولوجيا بصفة عامة لأنها اصلا هي التي تشتتنا الشيء الاخر اصدقائي هو تحديد الاولويات هناك مقولة جميلة تقول اعرف شيئا عن كل شيء و اعرف كل شيء عن شيء  بمعنى انك تعلم شيء عن كل شيء و تكون مثقف تعرف اشياء في مواضيع مختلفة و مجالات مختلفة ولكن تعرف كل شيء في مجالك الخاص اذا انت طبيب متخصص في امراض القلب فممكن ان يكون لديك علم بأشياء اخرى في علم النفس في طب اخر طب العيون طب الجلد … الخ ولكن يجب ان تعرف كل شيء عن تخصصك و هو امراض القلب نفس الشيء اذا كنت في التسويق مثلا في البزنس تكون تعرف و لديك معلومات عامة عن البزنس و عن اشياء اخرى في الحياة و لكن ان تكون متخصص و تعرف كل شيء عن التسويق و هذا مهم جدا لعدم التشتت.


اكتب اولوياتك اكتب على حسب فترات حياتك ماذا تحتاج الان و ماهي الاولويات و ماذا يجب ان تتعلم الان و ماذا يجب ان تعمل و ماهي الاشياء التي يجب ان تضعها على الجانب اما مؤقتا و اما نهائيا ان تضعها على جنب فكذا لكي تقلل التشتت وتركز في الاشياء المهمة

ثالث شيء اردت ان اتحدث عنه و هو الرياضة اصدقائي الكثير من الدراسات تكلمت عن هذا الموضوع و قالوا بأن الرياضة في الهواء الطلق تذهب للركض و تقوم بشيء من الرياضة في الغابة ويكون عندك اتصال مع الطبيعة سيأثر كثيرا على انتاجيتك ويرفع منها ويصفي لك ذهنك وبالتالي يقلل من التشتت ويرفع التركيز فحالوا ان تداوموا على الرياضة يوميا إذا ممكن او حتى ثلاث او أربع مرات في الاسبوع كذلك هذا جيد وشيئا فشيئا ستجدون تأثيرها الايجابي على باقي جوانب حياتكم.


رابع واخر نقطة هي تصفية مواقع التواصل الاجتماعي حقيقة هذه حملة يجب ان نقوم بها كلنا وانا شخصيا بدأت فيها هو انه نصفي مواقع التواصل الاجتماعي على الانستغرام مثلا الحسابات التي لا تفيدني او لا اراها اصلا ولست مهتمة بها ممكن انها تقدم محتوى جيد اوك، ولكن ليس لي انا فهذه الحسابات الغي متابعتها انا اصلا قمت بتصفية الكثير من الاشياء والغيت متابعة العديد أكثر من 800 حساب اتابعه الى الان اقل بكثير و لا ازال في التصفية فهذه الاشياء ستساعدني ان اقلل تشتتي وستجدون اصلا عندما تدخلون للحسابات التي تتابعونها تجدون ان اغلبهم لا ترونهم او اغلبهم لا يقدمون الفائدة فأنصحكم و انصح نفسي اولا ان نصفي حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي و نترك فقط الحسابات المفيدة لنا و الحسابات الي نراها و تقدم لن قيمة في يومنا.


نفس الشيء يمكن القيام به بالنسبة للإشعارات لما تأتيكم الكثير من الاشعارات و انتم مشغولين في نفس الوقت تستطيعون ايقافها من الاعدادات لكي لا تصل لكم و تزعجكم و تشتتكم عن عملكم.



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *