حقيقية الجمعة السوداء | Black Friday

الجمعة السوداء يوم تخفيضات يأتي بعد عيد الشكر في الولايات المتحدة الأمريكية و يعود تاريخه الى الازمة الاقتصادية في الولايات المتحدة عام 1869 حيث خفت كثيرا التبادلات التجارية و كسدت البضائع في المحلات فلم يجدوا من يشتريها. من بين الإجراءات التي قامت بها الولايات المتحدة للخروج من هذه الأزمة هي الجمعة السوداء حيث قامت بتخفيضات خيالية على المنتجات. اليوم انتشرت هذه العادة الى الدول الاخرى، الأوروبية اولا و حتى العربية ففي الجزائر مثلا شاهدنا في السنوات الاخيرة تدافع الناس في المراكز التجارية هذا اليوم

في الحقيقة ان هناك اصلا تخفيضات في شهر ديسمبر تسمى بتخفيضات نهاية السنة و لكن وجدت الشركات حيلة انهم يخفضون الأسعار في هذا اليوم بالتحديد جيدة عن طريق اللعب بعقل المستهلك فيحس انه يستفيد من هذه التخفيضات، يعني شاطر و ذكي! و لكن الحقيقة هي ان هذه الشركات التجارية هي التي تستفيد بتحقيق أكبر عدد مبيعات هذا اليوم

اولا يجب ادراك ان الانسان انتقل من شخص يشتري ما يحتاج اليه فقط الى شخص يشتري كل ما هو في تخفيض و هذه بحد ذاتها مصيبة. لأننا فقدنا السيطرة على معرفة احتياجاتنا و اصبحنا فقط نشتري لنشتري، اكيد ان هذا الشراء يعطينا نشوة و سعادة و لكنها مؤقتة لاننا اصلا لم نكن نحتاج لشراء ذاك الشيء.

في ظل الرأسمالية التي نعيشها تقوم الشركات بحيل تسويقية لتحقيق أعلى مبيعات و تجعل من الناس مستهلكين من الدرجة الأولى حيث يتم التلاعب بنفسيتهم و دفعهم للشراء المستمر و من هنا تبدأ مشاكل الديون التي يعيشها الأمريكيون اليوم فإن معدل ديون الفرد الأمريكي في بطاقته الائتمانية  هو أكثر من 15000 دولار. مخيف صح؟

:في هذا اليوم تستعمل الشركات تقنيتين تسويقيتين سيئتين تغالط بهما المستهلك

اولا الارتساء هي انهم يضعوا لك السعر الاول قبل التخفيض اولا ثم السعر السعر الجديد المخفض لتنبهر بالفرق الكبير و تشتري اوتوماتيكيا

ثانيا نفور الخسارة و هي ان يجعلوك تحس انك اذا لم تشتري في هذا اليوم فانك قد ضيعت فرصة كبيرة جدا ستحزن عليها، بالرغم انك في هذا اليوم ستشتري المنتج بالسعر الذي يستحقه

 

لم اكتب هذا المقال لاقول لكم لا تشتروا و لكنني اريد ان اقول لكم اشتروا بوعي. ثقافة الشراء الواعي اي شراء فقط ما نحتاجه مفيدة لذاتنا لاننا لن نصبح سطحيين تافهين متعلقين بالأشياء المادية فقط، و مفيدة للبيئة و الكرة الارضية التي نعيش عليها و التي تعبت من كثرة الاستهلاك التي تزيد من النفايات و التلوث

اخر شيء اريد ان اقوله كحل بسيط لهذه المشكلة هي تغيير الاستهلاك من شراء منتجات الى شراء تجارب مثلا استعمال الأموال للسفر، الذهاب للسينما، التسجيل في نادي رياضي، شراء دورات تعليمية، تعلم مهارة جديدة، الذهاب الى المطعم جديد و مميّز… الخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *