اعلم اننا نعيش في اوقات صعبة هذه الايام، اعلم ان معظمنا جالس في البيت و لا يستطيع الخروج اما لانه مجبر على هذا مثل ما يحدث في فرنسا، اسبانيا و ايطاليا او طوعا منه مثل في الجزائر و تركيا. شفنا في الفيديو السابق كيف اثر فيروس الكورورنا على الاقتصاد العالمي و كيف انهارت اسعار اسهم الشركات في البورصات و لكن هذا الفيروس رغم انه تسبب في خسائر اقتصادية ضخمة و خسائر بشرية معتبرة مع الاسف الا انه في نفس الوقت انقذ حياة تقريبا 50000 شخص صيني فقط في هذه الاشهر الماضية ما كانوا ليموتوا بالفيروس و لكن كانوا سيموتوا من تلوث الهواء.
اليوم لم اتي لاقلل من خطر فيروس الكورونا، ابدا، و لكن هل تعلمون ان تلوث الهواء يقتل 4.2 مليون شخص في العالم سنويا، منهم مليون في الصين فقط. اكيد ان هذا رقم كبير و المشكلة انه ياتي من خطر ممكن نحن كبشر نتفاداه لان التلوث البيئي المسبب الاول فيه هو اعمال الانسان و الدليل ان لما جلس الانسان في البيت و توقف عن اعماله حدث انخفاض رهيب في تلوث الهواء يعني في هذه الفترة و لاول مرة منذ زمن طويل نحن نتنفس هواء نوعا ما اكثر نقاوة.
شفنا الصور التي نشرتها وكالة الفضاء NASA للصين و ايطاليا خلال فترة الحجر الصحي و الذي اظهرت انخفاض كبير في انبعاث غاز نكتوجين دياكسين Nitrogen dioxide No2 الذي يعتبر الملوث الرئيسي للهواء حيث انه ينبعث من المصانع و السيارات.
هناك الكثير من الناس ينشرون على الفيسبوك او الانستغرام منشورات تتحدث عن اننا يجب ان نتعلم من هذه الازمة و يجب عن البشرية ان تاخد دروس و تفهم ان الانسان كائن ضعيف جدا… كل هذا صحيح لانه شفنا كيف انه فيروس صغير جدا لا يرى حتى العين المجردة ادخل الرعب في نفوس الكثيرين باختلاف جنسياتهم، الوانهم، مستواهم الاجتماعي و العلمي، يعني انه لا احد يستطيع ان يقول “ما شاني انا، انا محمي” كلنا تحت نفس الخطر، و لكن اظن ان في هذا الشيء القليل من الايجابية و هي توحدنا ضد عدو واحد، لاول مرة ما يريده الامريكي هو بالضبط ما يريده الصيني و الفرنسي و الجزائري… و هو القضاء على هذا الفيروس.
من الاشياء الاخرى الايجابية هو اننا عرفنا قيمة الاشياء السابقة في حياتنا التي كنا نراها و كانها عادية مثل انك تخرج الى الشارع، عجيب كيف يصبح فعل كنا نقوم به بطريقة تلقائية و لا نحس انه نعمة، مهم و نتمنى ان نقوم به الان, كيف ان لقاء عادي مع اصدقائك اصبح حلم او ذكرى جميلة تتمنى ان تعود مرة اخرى، او حتى ان تاكل بدون ان تفكر اذا غسلت يديك ام لا (لكن طبعا يجب غسل الايدي مع الكورونا او بدون الكورونا ههه).

لنعود الى موضوعنا الاساسي، السؤال المهم الان، هل سيراجع القادة في العالم مسؤوليتهم اتجاه التغير المناخي بعد الكورونا؟
الاجابة لا. انا لا احب ان اكون سلبية و لكن اريد ان اكون واقعية. اكيد انه بعد انتهاء الوباء ستعود المصانع الى العمل مثل السابق او اكثر لتعويض الخسائر و سيتلوث الهواء مرة اخرى. لانه بكل بساطة هناك تضارب بين مصلحة البيئة التي هي مرتبطة حتما مع جودة حياة الانسان مع مصلحة كبرى الشركات العالمية و الدول التي تسعى فقط وراء المال.
و لكن لا تخافوا اكيد هناك حل للناس التي تهمها مصلحة البيئة و تحس بالمسؤولية اتجاهها، نحن كمواطنين عاديين يمكن ان نحدث تغيير في الاول يكون بسيط و لكن مع انتشاره سيكبر و يحدث تاثير حقيقي مثل انتشار فيروس الكرورنا بالضبط، فعندما نغير من عاداتنا البسيطة اليومية، عندما نتبنى عادات صديقة للبيئة فنحن بهذا نغير نوعية الطلب على المنتجات في السوق و بعدها مع انتشار هذه الحركة ستجبر الشركات الكبرى على تغيير منتجاتها الى منتجات صديقة للبيئة لترد على الطلب المتزايد لهذا النوع من المنتجات.
في الاخير اتمنى الشفاء لكل المرضى في كل انحاء العالم، و اتمنى كذلك نفسية عالية و جيدة للناس الجالسة في بيتها, اقعدوا في بيوتكم احموا عائلتكم و اغسلوا ايديكم جيدا.
المصادر: