لماذا هناك جمعيات للدفاع عن حقوق المرأة و لا يوجد للرجل؟

حقوق، مساواة، عدل، اضطهاد… كلها كلمات نسمعها عند الناس الذين يدافعون عن حقوق المراة و دورها في المجتمع.

كنت دائما اتساءل لماذا المراة هي المظلومة؟ لماذا دائما المراة هي التي تطالب بحقوقها؟ هل كانت تتمتع بجميع حقوقها في فترة معينة من الزمن و بعدها سلبت منها؟ ام انها ولدت و عاشت في ظلم؟؟

نظرة الحضارات الى المراة قبل الاسلام

لنرجع مع بعض الى نظرة الحضارات الى المراة قبل الاسلام:

عند الفراعنة المراة كانت لها مكانة و حقوق فكانت ترث، و تملك و حتى انه كان الابناء ينتسبون الى امهاتهم و ليس لابائهم. طبعا معروف ان في عهر الفراعنة كان هناك عدة نساء في الحكم مثل كلييوبترا. لما بالنسبة للحضارة الاغريقية فستعرفون مكانة المراة من قول الفيلسوف ارسطو: “إنَّ الطبيعة لم تزودِ المرأةَ بأيِّ إستعداد عقلي يُعتَدُّ به؛ ولذلك يجب أن تقتصرَ تربيتُها على شؤون التدبير المنزلي والأُمومة والحَضانة وما إلى ذلك ( علابالي بلي ارسطو طاح من عينيكم الان، حتى انت)

و هوجم افلاطون و سخر منه عندما تكلم عن مبدا المساواة بين الرجل و المراة في التعليم و الحقوق في مدينته الفاضلة “الجمهورية”. فكانوا يعتقدون ان الرجل اعلى منزلة من المراة. نفس الحال بالنسبة لحضارة الرومان، فقد اعتبروا ان المراة لا قيمة لها و انها مملوكة تباع و تشترى مثل السلعة و ليس لها الحق في الكلام.

هل سمعتم من قبل عن القفل الحديدي على فم المراة!؟

اذا لا فتمالكوا انفسكم و اجلسوا اذا انتم واقفون لانه من ابشع و ارذل الاشياء التي سمعتها في حياتي. بعد القيام بمؤتمر كبير في روما حول شؤون المراة قرروا ان المراة لا يجب ان تاكل اللحم، و لا ان تضحك و لا حتى ان تتكلم و لتطبيق هذا اجبرت النساء على وضع قفل في افواههن اسمه موزلير…تخيلوا الانحطاط و البشاعة!

في فرنسا سنة 586م عقدوا مؤتمر اسمه “هل المراة انسان؟” و خرجوا منه ان فعلا المراة انسان (تصفيق حار على مجهوداتهم الجبارة) و لكن اقل قدرا من الرجل و هي مخلوقة لخدمته .

ساعطيكم خبر صادم اخرو اخير لانني كثرت عليكم اعرف…. استعدوا… في 1805 يعني البارحة فقط، القانون الانجليزي كان يبيح للرجل ان يبيع زوجته مقابل ستة بنسات، يعني حددوا السعر كذلك!

اكيد ان الاسلام لما جاء كرم المراة و رد لها حقوقها. فلماذا لاتزال المراة في دولنا العربية تضطهد باسم الدين، لماذا لازالت المراة تمنع من التعليم او العمل، يتم اكراهها على الزواج، يتم تهميش اراؤها… ببساطة هذا ليس من الدين بل من جهل البشر.

من يعرف نسيبة بنت كعب؟ 

من اقوى النساء في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم… هذه الصحابية الانصارية هي و صديقتها الامراتان الوحيدتان اللتان بايعتا الرسول (ص) في بيعة العقبة التي ادت الى هجرة النبي صلى الله عليه و سلم الى المدينة المنورة، يعني كان هذا في زمن الجاهلي اين المراة كانت تباع و تشترى. في ذلك الوقت قبل الرسول (ص) بانتخاب هتان الامراتان عادي من دون استغراب. كذلك شاركت في الكثير من الغزوات مع زوجها و ابنائها للاسعاف و التمريض و لكن عند لزوم الامر كانت تحمل السلاح و تقاتل الرجال. ففي غزوة احد مثلا عندما بدات هزيمة المسلمين و انتشار اشاعة موت الرسول صلى الله عليه و سلم، اضطرب حال المسلمين و بقي الرسول (ص) يقاتل و حوله قلة من الصحابة لحمايته، هنا نسيبة اخذت السلاح و التفت مع الصحابة الآخرين حول الرسول و قاتلت الكفار. تخيلوا ان النبي قال عنها: “ما التفت يمينا و لا شمالا الا و انا اراها تقاتل دوني.”  لكثرة شجاعتها، و في هذه الغزوة فقط اصيبت باصابة خطيرة ظلت تداويها سنة كاملة، هنا قال لها الرسول (ص):” ومن يطيق ما تطيقين يا ام عمارة“. فهي كانت امراة قوية و شجاعة قادرة على القتال. هنا نلاحظ ان الرسول (ص) لم يعارض هذا بالعكس تقبل شخصيتها و شجعها، حتى زوجها كان يحارب معها و لم يرى في هذا حرجا لانها امراة مختلفة عن الاخريات و قوية.

انا كامراة دور الضحية لا يعجبني. و لكن في نفس الوقت اذا لم اطاب بحقوقي فلن اخذها اذا، و هنا الاشكالية. فمن يريد التحرر يعني انه ليس متحررا الان و من يحارب لاكتساب ابسط حقوقه الانسانية يعني انه فاقد لهذه الحقوق الان.  

السؤال المهم هنا هل يمكن ان تكون المراة في المسؤولة عن المعاملة التي توجه اليها؟ 

اظن انه لا يمكن ان نكون قاسيين على المراة لانها لا تلعب دور الضحية بل حقا هي تعاني من ظلم، فالكثير من المجتمعات تراها كوسيلة فقط لارضاء الرجل و ليس لها الحق في التفكير خارج نطاق ما ستطبخه اليوم للعشاء. هذا واقع و حقيقة مهما تجاهلناها فانها موجودة و ستظل راسخة في عقول الكثيرين اذا ما غيرنا نظرتنا عن المراة.

على الاقل لنغير افكار و معتقدات ابنائنا و الاجيال القادمة عن المراة…

المراجع: كتاب المرأة بين الشريعة و جاهلية العصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *